خطة QE3 التيسيير الكمي الثالث.. نعمة او نقمة؟

    الصعود القوي لليورو كرد فعل من الاسواق بعد ان فاجأنا السيد برنانكي بخطة QE3  لم تكن متوقعة  حيث ظهرت للوهلة الاولى انها أسوء من من QE2 التي كانت بقسمة 75 مليار شهري بينما ظهرت هذه الخطة عند 40 مليار شهري مما تسبب في لبس كبير للمراقبين حيث هبطت الى 12857 وما لبثت ان ارتفعت الى 13169 بعد ان اتضحت الصورة بان هذه الخطة أكبر من سابقتها بعنصرين:

(1) ان سقفها مفتوح بلا حد حتى يعاد تقييم الاسواق مرة اخرى، لذلك قال البنك الاحتياطي: -في بيانه- أنه سيستمر بشراء الأوراق المالية حتى تتحسن سوق العمل والوظائف بشكل واضح

(2) شراء ماتعادل قيمته 40 مليار دولار شهريا من السندات والأوراق المالية المدعومة بالرهونات العقارية.

ما هي ايجبيات وسلبيات هذه الخطة التحفيزية الثالثة

أولاً: على مستوى سقفها المفتوح؛

فانه ينهي بذلك الحالة التي تعقب كل خطة بشان الدائرة ومركزها السؤال الهام : ماذا بعد ان تنتهي هذه الخطة فيما لو قرر لها لفيدرالي مبلغا محددا؟

وهذا السؤال حقيقة أعطى دفعة قوية للاسواق في وضع اليورو على رافعة مستويات 130 بعد ان استطاع المركزي الاوروبي برفعه من مستويات 126 قبل اسبوع في خطته للتحفييز الاقتصادي بشراء سندات اوروبية بشروط قاسية!!

ثانياً : بخصوص شراء الأوراق المالية المرتبطة بالرهونات العقارية؛

النتيجة لهذا العنصر : خفض أسعار الفائدة على الرهن العقاري مما يؤدي لخلق طلب لشراء المساكن وإعادة تمويلها.

طبعا الهدف الاساسي لهذه الخطط تخفيض أسعار الفائدة طويلة الأجل ومن بينها أسعار الفائدة على الرهن العقاري.

ومن ايجابياتها عالميا:  اعطاء دفعة للاقتصاديات الناشئة من الوقوع في الانكماش الاقتصادي

أما بخصوص السلبيات :

الحقيقة ان الايجابيات هي التي تظهر على السطح الان بيد أن السلبيات مختبئة تحت تفاصيل استمرارية الخطة على الاستغراق الزمني.

وأول سلبياتها ومخاوفها العاليمة أنها ستؤثر على التضخم، بارتفاعات كبيرة على اسعار الغذاء من جراء ارتفاعات خام النفط وبدأ بالفعل الحديث عن استخدام الاحتياطي النفطي الامريكي من أجل اعادة الاتزان لاسعار النفط ..

لذلك لن يستطيع اليورو الارتفاع اعلى من سقف 135-136 لان هذا سيؤثر على الصادرات الالمانية ويجعلها تبدو كأغلى اسعار سلع عالميا مما يؤثر سلبا على صادراتها. فلا غرابة بوضع سقف لشراء السندات الاوروبية، ضمانا لعدم ارتفاع اليورو امام الدولار.

الان المطلوب اعادة تحقيق التوازن لطرفي زوج اليورو والدولار حتى لا تفلت الامور وتكون الخطة نقمة بعد ان وصفت على نطاق واسع انها نعمة

فارس شنب