الاثنين، 1 أبريل 2013

باعت البنوك المركزية في الدول النامية 45 مليار يورو في 2012


فارس شنب
سوق المال - شهد تنافس اليورو على المكانة الدولية التي ينعم بها الدولار الأمريكي انتكاسة حيث تظهر بيانات جديدة أن الدول النامية تتخلى عن العملة الأوروبية من احتياطيها الرسمي.

باعت البنوك المركزية في الدول النامية 45 مليار يورو في 2012، وفقاً لبيانات جمعها صندوق النقد الدولي، لتقلص بذلك حيازاتها من العملة بنسبة 8%.

ويسلط ذلك الضوء على الضرر الذي ألحقته أزمة الدين السيادي في أوروبا بمكانة اليورو في نظام التمويل الدولي حيث فرصة منافسة الدولار—أحد أحلام مؤسسي العملة الموحدة—باتت بعيدة.

وقال جيفري فرانكيل، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد، "سيكون (اليورو) العملة الدولية رقم اثنين، لكني لن أقول أن هناك أي فرص لمنافسته للدولار".

ويبعث اختيار ما تحتفظ به كاحتياطي إشارة واضحة عن العملات التي تعتبرها الدول النامية الأكثر استقراراً وأماناً وسيولة. فيمثل اليورو حالياً نسبة 24% فقط من احتياطياتها، الذي هو أدنى مستوى منذ 2002، وفي انخفاض من ذروته عند 31% مؤخراً في 2009. واستقر الدولار عند نسبة حوالي 60%.

وتحولت الدول النامية في المقابل نحو عملات أخرى كالدولار الاسترالي وعملات الأسواق الناشئة الأخرى. وهبطت أيضا حصة اليورو من إجمالي الاحتياطي العالمي.

وقال فرانكيل أن حجم منطقة اليورو لازال يجعل اليورو منافساً كعملة احتياطي والعوائد ليست أقل من نظيرتها في اقتصاديات متقدمة أخرى. لكن أسواق سندات منطقة اليورو لم تعد بنفس العمق والسيولة التي كانت عليها بسبب المخاوف حول الجدارة الائتمانية لأسبانيا وإيطاليا. فالأصل الذي يستخدم كاحتياطي لابد أن يحتفظ بقيمته ويكون سهلاً بيعه خلال أزمة.

وأضاف فرانكيل "درجة التكامل عبر الأسواق المالية الأوروبية إتخذت خطوة للوراء في الأعوام الأخيرة". "هذا هو الأمر الذي معه إهتزت مكانة اليورو كعملة دولية".

وقال إيدوين ترومان، زميل بارز بمعهد بيترسون في واشنطن، "في المستقبل، أثار أزمة اليورو ستستمر، وسيكون النمو بطيئاً وستبقى أسعار الفائدة منخفضة، والجاذبية العامة للأصول المقومة باليورو ستصبح ضعيفة". "وفي نفس الأثناء، الدولار يحتفظ بمكانته في الوقت الحالي، ونحن نتحرك نحو نظام متعدد العملات".

قد وقعت الصين والبرازيل اتفاق مبادلة بقيمة 30 مليار دولار يقضي بأن كلتا الدولتان يمكنهما اقتراض عملة الأخر في حال حدوث اضطرابات في نظام التمويل الدولي. وهذا يجنب الحاجة لإستخدام الاحتياطيات الدولارية. تتوسع تدريجياً الصين في الدولار الدولي لعملتها اليوان .

هيمن الدولار على النظام المالي العالمي منذ اتفاقية بريتون وودز في 1944. وتستفيد الولايات المتحدة لأنه يمكنها الاقتراض بأسعار فائدة أقل لكنها لابد أن تتحمل أيضا مسئولية الحفاظ على الدولار مستقر. 



 سوق المال | أخبار الأسواق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يرجى التكرم بكتابة الاسم قبل التعليقات ومن اي البلاد